الطيران

الإيمان بقدراتك والتغلب على التحديات العظيمة يشجعك على تحقيق المزيد من التقدم

إن الإيمان بقدراتك والتغلب على التحديات العظيمة يشجعك على تحقيق المزيد من التقدم. حيث شجعت الدورات الدراسية المكثفة التي تلقتها الشيخة موزة في تدريبات النظرية للطيران قرارها الحكيم للانضمام إلى طيران الإمارات والذي يعتبر الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وأكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط والتي تقلع منها آلاف الرحلات الدولية أسبوعياً.

سأفرد جناحي وأتعلم أن أحلق في الافاق وسأبذل كل ما بوسعي كي أُلامس عنان السماء

سأفرد جناحي وأتعلم أن أحلق في الافاق وسأبذل كل ما بوسعي كي أُلامس عنان السماء

وكان الحصول على رخصة الطيار التجاري يتطلب اجتياز مراحل عديدة من التدريبات. حيث كان على الشيخة أن تتعلم الطيران في الأحوال الجوية السيئة والغيوم والعواصف الرعدية وكذلك خلال عتمة السماء في الليل.

 

“لقد استمعت بكل لحظة في التدريبات، لقد تعلمت أن أثق بنفسي وقدراتي لأتمكن من مواجهة الرحلات التدريبية بشكل إيجابي. فقد كان هناك دائماً شيئاً جديداً لأتعلمه كالتواضع وتقبل أخطائي كفرصة من أجل التعلم الصحيح. حيث كلما كنا نحلق في طائرة جديدة كان علينا أن نعود إلى التدريبات النظرية الأرضية، ولكن بنسبة لنا كطيارين كنا نتلهف للعودة إلى طائرة لنحلق عالياً في السماء”.


عندما نجحت سموها في الحصول على رخصة type rating لقيادة طائرة من طراز Boeing 777، تم تعينها في طيران الإمارات وأصبحت أول امرأة تشغل مهنة الطيار في طيران الإمارات من الأسرة الحاكمة بدبي، حيث شكل ذلك حدثاً بارزاً ليس في الخليج العربي فحسب وإنما في الشرق الأوسط.


وفي أول رحلة ركاب تقودها سموها على متن طيران الإمارات رحلة رقم EK901 والمتجهة من دبي إلى عمَان في الأردن رافقتها والدتها لتفتخر بابنتها العظيمة وهي تقود الطائرة.

“كانت والدتي دائماً ما تعدني بأن تكون معي بأول رحلة ركاب لي. لم توف بوعدها فحسب، ولكنها دعت العديد من صديقاتها وجعلت أجواء الطائر تبدو مريحة ورائعة، مما جعلني أشعر أنني لم أكن متوترة. حيث كنت متحمسة جداً وفخورة بقدراتي وكان تدفق الأدرينالين مرتفعاً جداً! لقد جعلت والدتي الرحلة من أجمل الرحلات. كما كانت أسرتي مصدر إلهامي ودعمي ولذلك فأنا أكن لهم كل الامتنان على ذلك”.


أصبحت المرأة الإماراتية تلعب دوراً فاعلاً في كافة المجالات، بما في ذلك مجال الطيران بفضل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وتراثها الثقافي ودعم الأسرة. حيث أعرب صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي عن فخره الشديد بابنة عمه الشجاعة بمناسبة رحلتها الأولى ككابتن طيار لدى طيران الإمارات. حيث قام سموه بنشر صورة له تجمعه بها على حسابه على إنستغرام يهنأها بها على هذا الإنجاز العظيم الذي قامت به وشاركها مع ملايين المتابعين.


وبدورها قامت الشيخة موزة بوضع هذه الصورة الرائعة كصورة صفحتها الشخصية على موقع إنستغرام إلى جانب شعارها المفضل:


” سأفرد جناحي وأتعلم أن أحلق في الافاق وسأبذل كل ما بوسعي كي أُلامس عنان السماء”

الطيران

خدمة الوطن والمواطنين

دفع ولاء الشيخة موزة لوطنها، وإعجابها وتقديرها لقيادتها الرشيدة، وحبها لمجتمعها إلى تسخير معرفتها ومهاراتها لخدمة وطنها وأبنائه ولذلك التحقت في فريق البحث والإنقاذ في الجناح الجوي لشرطة دبي.


ففي عام 2019 أصبحت الشيخة موزة ملازم أول طيار في شرطة دبي. وتعتبر أول امرأة تشغل هذا المنصب العظيم في العالم، فهي تقدر هذه الوظيفة وتشعر بالفخر والامتنان لكونها أصبحت قادرة على خدمة وطنها بهذا الدور الخيري والبطولي التي تقوم به.

شغف سموها برياضة البولو

رياضة الملوك

تسمى البولو ب “رياضة الملوك” حيث كان الملوك والأسر الحاكمة يلعبونها قديماً في الشرق الأوسط. وبذلك أتت الشيخة موزة من سلالة طويلة وعريقة من الفرسان والفارسات المهرة. كما ورثت عائلة آل مكتوم شغفها بقوة وأناقة الخيول عبر الأجيال، فحبهم للخيل يجري في دمائهم منذ الصغر.


وتقاسم جد الشيخة موزة سمو الشيخ مكتوم بن راشد رحمه الله وأخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في ملكية اسطبلات Godolphinالشهيرة عالمياً.


تستمتع سمو الشيخة موزة بشغل وقت فراغها في لعب مباراة بولو حماسية بكل ما اوتيت من سرعة، ومهارة، واستراتيجية، وإصرار. وفي عام 2018 شكلت سموها فريق King Pins في دبي وسرعان ما اثبت الفريق أنه لا يمكن هزيمته ولا الاستخفاف به. ففي ديسمبر عام 2019، فاز الفريق بالكأس التذكاري لنادي دبي للبولو والفروسية تحت رعاية الشيخة موزة قائدة الفريق.

هوايات جسورة وتحطيم رقماً قياسياً في موسوعة غينيس

تختلف كل رحلة عن الأخرى، ولكن تدفق الأدرينالين الشديد لدي لا يتوقف أبداً

كانت الشيخة موزة في الثانية عشر من عمرها عندما جلست في قمرة القيادة في الطائرة. لم تكن حينها على دراية كافية بالمعرفة النظرية عن كيفية إقلاع الطائرة أو تحليقها في السماء. كانت سموها على دراية أنها تعشق التحليق عالياً والتحديق من نافذة الطائرة على الحياة على الأرض من منظور جديد.

 

“تختلف كل رحلة عن الأخرى، ولكن تدفق الأدرينالين الشديد لدي لا يتوقف أبداً، لقد تحقق ما أحلم به أخيراً”.


غُرست بذور حب الطيران في الشيخة موزة منذ نعومة أظافرها مما قادها إلى اكتشاف العديد من الأشياء والأنشطة التي ممكن القيام بها أثناء التحليق عالياً في السماء. حيث أخدت دورات في الطيران الاستعراضي بدأ من طائرات Bulldog وSlings Firefly وبعد ذلك Extra 300 وهي المفضلة لدى سموها لأنها سهلة أثناء تأدية الدوران والمناورات.


وبعد ذلك تعلمت الشيخة موزة أن تخرج من قمرة القيادة وتقف على جناح الطائرة لتمارس هوايتها الاستعراضية التي تحبس الأنفاس وتعرف باسم “السير على الجناح”.

قبل أن اتعلم هذه الهواية كنت مولعة بتلك التجربة وكما هو الحال في كل شيء أقوم به أردت أن أختبر حدودي ومهاراتي. فكنت أحسب عدد اللفات التي تقوم بها الطائرة أثناء وقوفي على جناحها، والإجابة هي 10 وقد تم تحقيق ذلك رسميا في عام 2013 كرقم قياسيا في موسوعة غينيس!"